فصل: قال الثعالبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولسان الصدق، قال ابن عطية: هو الثناء وتخليد المكانة بإجماع من المفسرين.
وكذلك أجاب الله دعوته، فكل ملة تتمسك به وتعظمه، وهو على الحنيفية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم.
قال مكي: وقيل معنى سؤاله أن يكون من ذريته في آخر الزمان من يقوم بالحق، فأجيبت الدعوة في محمد عليه السلام، وهذا معنى حسن، إلا أن لفظ الآية لا يعطيه إلا بتحكم على اللفظ. انتهى.
ولما طلب سعادة الدنيا، طلب سعادة الآخرة، وهي جنة النعيم، وشبهها بما يورث، لأنه الذي يقسم في الدنيا شبه غنيمة الدنيا بغنيمة الآخرة، وقال تعالى: {تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيًا} ولما فرغ من مطالب الدنيا والآخرة لنفسه، طلب لأشد الناس التصاقًا به، وهو أصله الذي كان ناشئًا عنه، وهو أبوه، فقال: {واغفر لأبي}، وطلبه المغفرة مشروط بالإسلام، وطلب المشروط يتضمن طلب الشرط، فحاصله أنه دعا بالإسلام.
وكان وعده ذلك يوضحه قوله: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو الله} أي الموافاة على الكفر تبرأ منه.
وقيل: كان قال له إنه على دينه باطنًا وعلى دين نمروذ ظاهرًا، تقية وخوفًا، فدعا له لاعتقاده أن الأمر كذلك، فلما تبين له خلاف ذلك تبرأ منه، ولذلك قال في دعائه: {واغفر لأبي إنه كان من الصالحين}.
فلولا اعتقاده أنه في الحال ليس بضال ما قال ذلك.
{ولا تخزني}: إما من الخزي، وهو الهوان، وإما من الخزاية، وهي الحياء.
والضمير في {يبعثون} ضمير العباد، لأنه معلوم، أو ضمير {الضالين}، ويكون من جملة الاستغفار، لأنه يكون المعنى: يوم يبعث الضالون.
وأتى فيهم: {يوم لا ينفع} بدل من: {يوم يبعثون}.
{مال ولا بنون}: أي كما ينفع في الدنيا يفديه ماله ويذب عنه بنوه.
وقيل: المراد بالبنين جميع الأعوان.
وقيل: المعنى يوم لا ينفع إعلاق بالدنيا ومحاسنها، فقصد من ذلك الذكر العظيم والأكثر، لأن المال والبنين هي زينة الحياة الدنيا.
والظاهر أن الاستثناء منقطع، أي لكن من أتى الله بقلب سليم ينفعه سلامة قلبه.
قال الزمخشري: ولك أن تجعل الاستثناء منقطعًا، ولابد لك مع ذلك من تقدير المضاف، وهو الحال المراد بها السلامة، وليست من جنس المال والبنين حتى يئول المعنى إلى أن المال والبنين لا ينفعان، وإنما ينفع سلامة القلب، ولو لم يقدر المضاف لم يتحصل للاستثناء معنى. انتهى.
ولا ضرورة تدعو إلى حذف مضاف، كما ذكر، إذ قدرناه، لكن {من أتى الله بقلب سليم} ينفعه ذلك، وقد جعله الزمخشري في أول توجيهه متصلًا بتأويل قال: إلا من أتى الله: لا حال من أتى الله بقلب سليم، وهو من قوله:
تحية بينهم ضرب وجيع

وما ثوابه إلا السيف، ومثاله أن يقال: هل لزيد مال وبنون؟ فيقول: ماله وبنوه سلامة قلبه، تريد نفي المال والبنين عنه، وإثبات سلامة القلب له بدلًا عن ذلك.
وإن شئت حملت الكلام على المعنى، وجعلت المال والبنين في معنى الغنى، كأنه قيل: يوم لا ينفع غنى إلا غنى من أتى الله بقلب سليم، لأن غنى الرجل في دينه بسلامة قلبه، كما أن غناه في دنياه بماله وبنيه. انتهى.
وجعله بعضهم استثناء مفرغًا، فمن مفعول، والتقدير: لا ينفع مال ولا بنون أحدًا إلا من أتى الله بقلب سليم، فإنه ينفعه ماله المصروف في وجوه البر، وبنوه الصلحاء، إذ كان أنفقه في طاعة الله، وأرشد بنيه إلى الدين، وعلمهم الشرائع وسلامة القلب، خلوصه من الشرك والمعاصي، وعلق الدنيا المتروكة وإن كانت مباحة كالمال والبنين.
وقال سفيان: هو الذي يلقى ربه وليس في قلبه شيء غيره، وهذا يقتضي عمومه اللفظ، ولكن السليم من الشرك هو الأعم.
وقال الجنيد: بقلب لديغ من خشية الله، والسليم: اللديغ.
وقال الزمخشري: هو من بدع التفاسير وصدق. اهـ.

.قال الثعالبي:

وقوله: {فَإِنَّهُم عَدُوٌّ لِّي إِلاَّ رَبَّ العالمين}.
قالت فرقة: هو استثناءٌ مُتَّصِلٌ، لأنَّ في الآباء الأقدمين مَنْ قد عبد اللّه تعالى، وقالت فرقة: هو استثناءٌ مُنْقَطِعٌ؛ لأَنَّهْ إنَّما أراد عُبَّادَ الأوثان من كل قرن منهم، وأسند إبراهيم عليه السلام المَرَضَ إلى نفسِهِ والشفاءَ إلى ربه عز وجل، وهذا حُسْنُ أدب في العبارة، والكل من عند اللّه، وأوقف عليه السلام نفسه على الطمع في المغفرة، وهذا دليل على شِدَّةِ خوفه مع عُلُوِّ منزلته عند اللّه، وروى الترمذيُّ عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخَا لَهُ في اللّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ: أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلًا»، قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حَسَنَ. انتهى.
وفي صحيح مسلم عن ثوبانَ مولى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عن رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الجنة حَتَّى يَرْجِعَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللّهِ، وَمَا خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قال: جَنَاهَا» انتهى، وعنه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفَيَكَ إلاَّ عَافَاهُ اللّهُ سُبْحَانَهُ» خرجه أبو داود، والترمذيُّ، والحاكم في المُسْتَدْرَكِ على الصحيحين بالإسناد الصحيح، انتهى من حلية النوويِّ، وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ عِنْدَ رَأْسِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفَيَكَ إلاَّ عَافَاهُ اللّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ» رواه أبو داودَ واللفظ له، والترمذيُّ والنسائِيُّ والحاكم وابن حِبَّان في صحيحيهما بمعناه، وقال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخَيْنِ، يعني: البخاريَّ ومُسْلِمًا، وفي رواية النسائيِّ وابن حِبَّانَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا عَادَ الْمَرِيضَ، جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ بمعناه انتهى من السلاح.
وقوله: {خَطِيئَتِي} ذهب أكثرُ المفسرين إلى: أَنَّهُ أراد كَذَباتِهِ الثلاثَ، قوله: هي أختي في شأن سارة، وقوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89].
وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء: 63] وقالت فرقة: أراد بالخطيئة اسم الجنس، فدعا في كل أمره من غير تعيين.
قال: وهذا أظهر عندي.
وقوله: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا}: أي حكمةً ونبوَّةً، ودعاؤه في مثل هذا هو في معنى التثبيت والدوام، ولسان الصِّدْق: هو الثَّنَاءُ الحَسَنُ، واستغفاره لأبيه في هذه الآية هو قبل أنْ يَتَبَيَّنَ له أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ.
وقوله: {بِقَلْبٍ سَلِيم} معناه: خالص من الشرك والمعاصي وعلق الدنيا المتروكة، وإنْ كانت مباحة؛ كالمال والبنين؛ قال سفيان هو الذي يَلْقَى رَبَّهُ وليس في قلبه شيء غيره.
قال: وهذا يقتضي عموم اللفظة، ولكنَّ السليم من الشرك هو الأَهَمُّ، وقال الجُنَيْدُ: بقلب لدِيغٍ من خشية اللّه، والسُّلِيمُ: اللديغ.
{إِلاَّ مَنْ أَتَى الله} الظاهر أَنَّهُ استثناءٌ منقطع، أي: لكن مَنْ أتَى اللّه بقلب سليم، نفعته سلامةُ قلبه. انتهى. اهـ.

.قال أبو السعود:

وقوله: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِى} بيانٌ لحال ما يعبدونَه بعد التَّنبيهِ على عدم علمِهم بذلك أي فاعلموا أنَّهم أعداءٌ لعابديهم الذين يحبُّونهم كحبِّ الله تعالى لما أنهم يتضرَّرون من جهتهم فوق ما يتضرَّر الرَّجلُ من جهة عدوِّه، أو لأنَّ مَن يُغريهم على عبادتهم ويحملُهم عليها هو الشَّيطانُ الذي هو أعدى عدوِّ الإنسانِ لكنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ صوَّر الأمر في نفسه تعريضًا بهم فإنَّه أنفعُ في النَّصيحة من التَّصريح وإشعارًا بأنَّها نصيحة بدأ بها نفسَه ليكون أدعى إلى القَبولِ. والعدوُّ والصَّديقُ يجيئانِ في معنى الواحدِ والجمعِ. ومنه قوله تعالى: {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} شبها بالمصادر للموازنةِ كالقبول والولوع والحنين والصَّهيلِ {إِلاَّ رَبَّ العالمين} استئثاء منقطع أي لكن ربُّ العالمينَ ليس كذلك بل هو وليّ في الدُّنيا والآخرة لا يزال يتفضَّلُ عليَّ بمنافعهما حسبما يُعرب عنه ما وصفه تعالى به من أحكام الولايةِ، وقيل متَّصلٌ، وهو قولُ الزَّجاجِ على أنَّ الضَّميرَ لكلِّ معبود وكان من آبائِهم من عبدَ الله تعالى.
وقوله تعالى: {الذى خَلَقَنِى} صفةٌ لربِّ العالمينَ. وجعلُه مبتدًا وما بعْدَه خبرًا غيرُ حقيقٍ بجزالة التَّنزيلِ وإنَّما وصفه تعالى بذلك وبما عطفه عليهِ مع اندراجِ الكلِّ تحت ربوبيتهِ تعالى للعالمين تصريحًا بالنِّعم الخاصَّةِ به عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وتفصيلًا لها لكونِها أدخلَ في اقتضاءِ تخصيصِ العبادةِ به تعالى وقصرِ الالتجاء في جلبِ المنافعِ الدِّينيةِ والدُّنيويةِ ودفع المضارِّ العاجلةِ والآجلةِ عليه تعالى. {فَهُوَ يَهْدِينِ} أي هو يهديني وحدَهُ إلى كلِّ ما يُهمني ويُصلحني من أمور الدِّين والدُّنيا هدايةً متصلةً بحين الخلقِ ونفخ الرُّوحِ متجددة على الاستمرار كما ينبىءُ عنه الفاءُ وصيغةُ المضارعِ، فإنَّه تعالى يهدي كلَّ ما خلقه لما خُلق له من أمور المعاش والمعادِ هدايةً متدرجة من مبدأِ إيجادِه إلى منتهى أجلِه يتمكَّن بها من جلبِ منافعهِ ودفع مضارِّه إمَّا طبعًا وإمَّا اختيارًا مبدؤُها بالنَّسبة إلى الإنسان هداية الجنينِ لامتصاص دمِ الطَّمثِ ومنتهاها الهدايةُ إلى طريق الجنَّةِ والتَّنعمِ بنعيمها المقيمِ.
{والذى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ} عطفٌ على الصِّفة الأولى وتكريرُ الموصولِ في المواقعِ الثَّلاثةِ مع كفاية عطف ما وقع في حيِّز الصِّلةِ من الجُمل السِّتِّ على صلة الموصولِ الأول للإيذانِ بأنَّ كلَّ واحدةٍ من تلك الصِّلاتِ نعتٌ جليلٌ له تعالى مستقلٌّ في استيجاب الحكمِ حقيقٌ بأنْ تجري عليه تعالى بحيالها ولا تجعل من روادِف غيرها.
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} عطفٌ على يُطعمني ويسقين نُظم معهما في سلك الصِّلةِ لموصول واحدٍ لما أنَّ الصِّحَّةَ والمرض من متفرِّعاتِ الأكل والشُّرب غالبًا ونسبةُ المرضِ إلى نفسه والشِّفاءِ إلى الله تعالى مع أنَّهما منه تعالى لمراعاة حُسنِ الأدبِ كما قال الخَضِرُ عليه السَّلامُ: {فأردتُ أنْ أعيبها} وقال: {فأرادَ ربُّك أنْ يبلُغا أشدَّهما} وأما الإماتُة فحيث كانتْ من معظم خصائصِه تعالى كالإحياءِ بدَءًا وإعادةً وقد نيطتْ أمورُ الآخرةِ جميعًا بها وبما بعدَها من البعث نظمهما في سمطٍ واحدٍ في قوله تعالى: {والذى يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ} على أنَّ الموتَ لكونه ذريعةً إلى نيله عليه الصلاةُ والسَّلامُ للحياة الأبديَّةِ بمعزل من أنْ يكون غيرَ مطبوع عنده عليه الصَّلاة والسَّلام.
{والذى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدين} ذكره عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ هضمًا لنفسه وتعليمًا للأمَّةِ أنْ يجتنبُوا المعاصي ويكونوا على حَذَرٍ وطلب مغفرة لَما يفرطُ منهم وتلافيًا لما عَسَى يندرُ منه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ من الصَّغائر وتنبيهًا لأبيه وقومه على أنْ يتأمَّلوا في أمرهم فيقفُوا على أنَّهم من سوء الحال في درجةٍ لا يُقادر قدرُها فإنَّ حالَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ مع كونه في طاعة الله تعالى وعبادتِه في الغاية القاصيةِ حيثُ كانت بتلك المثابة فما ظنُّك بحال أولئك المغمُورين في الكُفر وفُنون المعاصي والخطايا. وحملُ الخطيئة على كلماتِه الثَّلاثِ إنِّي سقيمٌ بل فعله كبيرُهم وقوله لسارَّةَ هي أختي مَّما لا سبيلَ إليه لأنَّها مع كونها معاريضَ لامن قبيل الخطايا المفتقرةِ إلى الاستغفار إنَّما صدرتْ عنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بعد هذه المقاولةِ الجاريةِ بينه وبين قومه أما الثَّالثةُ فظاهرةٌ لوقوعِها بعد مهاجرتِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ إلى الشأمِ وأما الأوليانِ فلأنَّهما وقعتا مكتنفتينِ بكسرِ الأصنامِ ومن البيِّن أنَّ جريانَ هذه المقالاتِ فيما بينهم كان في مبادىءِ الأمرِ، وتعليقُ مغفرةِ الخطيئةِ بيومِ الدَّينِ مع أنَّها إنَّما تُغفر في الدُّنيا لأنَّ أثرَها يؤمئذٍ يتبيَّن ولأنَّ في ذلك تهويلًا له وإشارةً إلى وقوعِ الجزاءِ فيه إنْ لم تُغفر.
{رَبّ هَبْ لِى حُكْمًا} بعد ما ذكر عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لهم فنونَ الألطافِ الفائضةِ عليه من الله عزَّ وجلَّ من مبدأِ خلقِه إلى يومِ بعثهِ حمله ذلك على مُناجاتِه تعالى ودعائِه لربط العتيدِ وجلبِ المزيدِ والحكم الحكمة التي هي الكمالُ في العلم والعملِ بحيثُ يتمكَّنُ به من خلافةِ الحقِّ ورياسة الخلقِ {وَأَلْحِقْنِى بالصالحين} ووفقنِي من العُلومِ والأعمالِ والمَلَكاتِ لما يُرشحني للانتظامِ في زُمرةِ الكاملينَ الرَّاسخينَ في الصَّلاحِ المنزَّهينَ عن كبائرِ الذُّنوبِ وصغائِرها أو اجمعْ بيني وبينَهُم في الجنَّة ولقد أجابَه تعالى حيثُ قال: {وَإِنَّهُ في الأخرة لَمِنَ الصالحين} {واجعل لّى لِسَانَ صِدْقٍ في الأخرين} أي جاهًا وحسنَ صيت في الدُّنيا بحيثُ يبقى أثرُه إلى يومِ الدِّين ولذلك لا ترى أمةً من الأُمم إلا وهي محبَّةٌ له ومثنيةٌ عليه. أو صادقًا من ذُرِّيتي يجددُ أصلَ ديني ويدعُو النَّاسَ إلى ما كنتُ أدعُوهم إليهِ من التَّوحيدِ وهو النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولذلك قال عليه الصَّلاةُ السَّلامُ: أنا دعوةُ أبي إبراهيمَ.